Archives du blog

samedi 24 août 2013

الحركة الأمازيغية بالمغرب بين السياسي والثقافي

الحركة الأمازيغية بالمغرب بين السياسي والثقافي
يدعو الاتجاه الأكثر تطرفا إلى رحيل العرب عن بلاد الأمازيغ ويتبنى كتابة عنصرية لتاريخ المغرب تجعل من العرب والمسلمين محتلين لبلاد الأمازيغ.
 
ولا يوجد موقف موحد إزاء هذه المطالب، سواء داخل الدولة أو وسط الأحزاب السياسية، فالبعض يعتبر الحركة الأمازيغية حركة سياسية توظف اللغة والعرق للوصول إلى السلطة، ومن ثم فإنها والحركات الأصولية وجهان لعملة واحدة، هذه توظف الدين لأغراض سياسية وتلك توظف اللغة للأهداف ذاتها.
 
أما الاتجاه الثاني فيعتبر أن الحركة الأمازيغية حركة ثقافية جاءت رد فعل على إقصاء البعد الثقافي الأمازيغي في السياسات العمومية ومن المشهد الثقافي والإعلامي المغربي، ومن ثم فمطالبها مشروعة واستيعابها أفضل بكثير من إقصائها، ويضربون مثلا على ذلك بأحداث "القبائل" في الجزائر، وكيف تحول المشكل الأمازيغي إلى باعث على الانفصال وعدم الاستقرار.

النظام المغربي والأمازيغية


من أكبر مناهضي الحركة الأمازيغية بالمغرب أبناء جلدتها كمرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين وسعد الدين العثماني زعيم حزب العدالة والتنمية، والمفكر محمد عابد الجابري
أخذت الدولة المغربية بالرأي الثاني، فعمد الملك محمد السادس قبل سنتين إلى إنشاء معهد ملكي للثقافة الأمازيغية، يعنى برد الاعتبار للأمازيغية في الجامعات والمدارس والإعلام. وأكثر من هذا عمد الملك إلى جعل ميزانية هذا المعهد جزءا من الميزانية العامة للقصر الملكي، كإشارة للرعاية الملكية لهذه المطالب، بينما كان والده الملك الراحل الحسن الثاني يتحفظ إزاء هذه المطالب، وكان ميالا للثفافة العربية أكثر من الجذور الأمازيغية، رغم أن زوجته أم ولي العهد الملك الحالي كانت أمازيغية. وهي عادة دأب عليها الملوك والسلاطين المغاربة ليضمنوا ولاء القبائل البربرية، فكان النسب أحد أدوات تدبير الاختلافات العرقية في الممالك الشاسعة.
 
الحركة الأمازيغية في المغرب تتغذى اليوم على رافدين، الأول هو تراجع "الإيديولوجيات" بعد انهيار المعسكر الشرقي، ومن ثم فإن الانتماءات العرقية والدينية أصبحت تعوض بريق النظريات الاشتراكية والوعود الوحدوية. والثاني هو تزايد نفوذ الاتجاهات الدينية، التي تحمل طابعا "عروبيا" بسبب التوجهات الفكرية لكبار منظريها المنحدرين من مصر والشرق العربي.
 

إلا أن المفارقة في المشهد المغربي أن أكبر مناهضي الحركة الأمازيغية اليوم هم أبناء جلدتها، أي أمازيغ يقودون حركات دينية كبيرة مثل مرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين وسعد الدين العثماني زعيم حزب العدالة والتنمية، أو مثقفين كبار مثل محمد عابد الجابري الأمازيغي الانتماء العروبي الإيديولوجيا. وهذه المفارقات لم يوجد لها حل بعد 

داخل فضاء ديمقراطي يعيد الاعتبار للخلل بمنظور حداثي وليس بمنحى إثني أو ديني، وتلك قصة أخرى.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire